الصفحة الرئيسية  قضايا و حوادث

قضايا و حوادث أسرار يكشفها «الكناترية» عن عالمهم، واعترافات عن علاقة الارهاب بالتهريب

نشر في  01 أكتوبر 2014  (11:53)

التهريب أو «الكنترا» عالم محفوف بالمخاطر وتهديد كبير للاقتصاد الوطني، ورغم ذلك فان هذه التجارة تجد اقبالا كبيرا من قبل سكان الحدود وتحديدا سكان الحدود التونسية-الجزائرية، فهؤلاء يعتبرون أن «الكنترا» هي خلاصهم الوحيد ومورد رزقهم مع تقلّص فرص العمل وانتشار البطالة، حيث يقبل أهالي الشمال الغربي على تهريب بضائع متنوعة بطرق مختلفة للخروج والتخلّص من آفة البطالة ...
أخبار الجمهورية حاولت معرفة أسرار هذا العالم ومخاطره وذلك بالحديث مع مجموعة من أهالي الشمال الغربي ومن لهم خبرة في عالم «الكنترا»

مسالك التهريب

هي عبارة عن طرق فلاحية ومسالك جبلية وعرة، يصعب على الغرباء عن المنطقة معرفتها أو التوغل فيها في حين يحفظها سكان المنطقة عن ظهر قلب بل باستطاعتهم التنقل فيها ليلا نهارا دون لفت الانتباه اليهم ومن المسالك التي يعتمدها «الكناترية» لتهريب سلعهم حسب أحد سكان المناطق الحدودية نذكر الفالتة وسيدي رابح والقلعة الخصبة وحيدرة وساقية سيدي يوسف، حيث يلتقي «الكناترية» في أماكن معينة في هذه المناطق بالجزائريين حيث تتم عملية تبادل السلع وهنا يلعب  المرشدون الذين يراقبون الطريق ويرشدون المهربين دورا هاما حيث يدلونهم عن أماكن وجود الدوريات ويحذرون ان تطلب الأمر ذلك ..

السلع المهربة

وحسب شهادة « أ ـ ع» وهو أحد «الكناترية» فان السلع المهربة هي بالأساس البنزين حيث أكد أن تهريب البنزين بات مورد رزق للعاطلين عن العمل في المناطق الحدودية مضيفا أن عائدات هذه التجارة لا تدر المال الوفير كما يعتقد البعض حيث لا يتجاوز مربوح «الكناتري» في 20 لتر من البنزين الدينارين مؤكدا أن الواحد منهم يشتري 20 لترا ب15 دينارا ويبيعها ب17 دينارا ، وقال:» من يشتغل في تهريب البنزين هم أناس بسطاء أفنوا حياتهم بحثا عن العمل لكن ونظرا الى التهميش الذي تعيشه المناطق الحدودية لم يجدوا من حل سوى تهريب البنزين «. مضيفا أن قلة نادرة تتولّى تهريب المخدرات وخاصة مادة الزطلة.
اما محمد ـ وهي اسماء مستعارة حيث رفض محدثنا الافصاح عن أسماءهم ـ فقال ان البنزين كان يهرّب قبل الثورة من خلال الشاحنات التي تقوم بادخال كميات من البنزين في الخزانات الاحتياطية، أما اليوم وبعد تكثيف عمليات الحراسة على الحدود فبات «الكناترية» يعتمدون على نقل البنزين في سيارتهم الخاصة.
وأفادت مصادرنا أن تهريب السجائر والقطع الالكترونية وقطع السيارات هي حكر على أصحاب رؤوس الأموال والتي عادة ما يعتمدون في تهريبها على شاحنات تتبع شركات وتعبر الحدود بطرق قانونية ...

الـمخـــاطـــر

اما عن المخاطر فذكرت مصادرنا أن المسالك التي يعتمدها «الكناترية» هي عبارة عن موت يتربص بهم في كل لحظة فان نجوا من مصاعب المسالك فانهم لن ينجوا من ملاحقة أعوان الأمن وقال أحد محدثينا: «بعد الثورة تضاعفت المخاطر فنحن اليوم أمام 3 خيارات فاما عدم الامتثال لأوامر الأمن وبالتالي قد نخسر حياتنا حيث يسمح لهم القانون باطلاق النار علينا أو  الامتثال وبالتالي افتكاك بضاعتنا أو الاضطرار لمنح الرشوة الى أعوان الامن وفي كل الحالات نحن المتضررون»..

الأمن على الخطّ

«الفاسمة» او منطقة الكمائن، وهي منطقة عادة ما يتربص فيها أعوان الأمن «الكناترية» والمحظوظ هو من يفلت من هذا المكان أو يدفع الرشوة للأمنين ولا تفتك بضاعته، حيث أكد لنا معظم من تحدثنا اليهم أن الأمن على دراية تامة بأسماء المهربين وعمليات التهريب وفي أغلب الأوقات يغضون الطرف... وبخصوص عمليات تهريب السلاح فأكد لنا جلّ من تحدثنا اليهم أن هذه العمليات لا يقوم بها «الكناترية» لأنهم أناس بسطاء ولا تخوّل لهم امكاناتهم الدخول في هذا العالم مضيفين أن عمليات تهريب السلاح يقوم بها في العادة أصحاب رؤوس الأموال وأصحاب الشركات الكبرى الذين يستغلون الشاحنات الضخمة لتهريب السلاح مبيّنين أن الأمن على دراية تامة بمثل هذه المسائل لذلك لا يشدّدون الخناق على «الكناترية» وفي هذا الصدد قال أحدهم: « نحن أناس «زواولة» راس مالنا لا يتجاوز الألفين أو 3 الاف دينار وبالتالي من المستحيل أن نقوم بعمليات تهريب سلاح ، ان التهريب مهنتنا ومورد رزقنا وهو ليس جريمة نحن نوفر لقمة العيش لأبنائنا ولا نتاجر لا بالسلاح ولا بالمخدرات «.

الارهاب والتهريب

وعن دور المهربين في تمويل الإرهاب وتهريب السلاح، قال احد محدثينا: الثابت ان البعض استغل حالة الانفلات الأمني لتهريب السلاح، وحتى تمويل الارهابيين لكن ما أستطيع تأكيده أنه لا علاقة للـ«كناترية» لا بالارهاب ولا بالسلاح، فنحن نتاجر في مواد بسيطة كالبنزين والسجائر والملابس والمشروبات الغازية ولا علاقة لنا لا من قريب ولا من بعيد بالارهاب».
مصدر آخر رفض الافصاح عن هويته أفادنا أن العلاقة بين ظاهرة التهريب والارهاب ثابتة وهو ما اثبتته التحريات الأمنية وأكد: «لا يمكن الفصل بين الظاهرتين، فعمليات ادخال السلاح مرتبطة بظاهرة التهريب كما استغل الارهابيون بعض الكناترية الصغار للتغرير بهم وهذا أمر ثابت».

سناء الماجري